وَأَيُّ شَيْءٍ هُوَ؟ قَالَ: شَيْءٌ يَهْضِمُ الطَّعَامَ إِذَا أَكَلْتَهُ، قَالَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ، وَلَيْسَ ذَاكَ أَنِّي لَا أَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَلَكِنْ أَدْرَكْتُ أَقْوَامًا يَجُوعُونَ أَكْثَرَ مِمَّا يَشْبَعُونَ. وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ بِجَوَارِشَ إِلَى ابْنِ عُمَرَ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَ: جَوَارِشُ: شَيْءٌ يُهْضَمُ بِهِ الطَّعَامُ، قَالَ: مَا أَصْنَعُ بِهِ؟ إِنِّي لَيَأْتِي عَلَيَّ الشَّهْرُ مَا أَشْبَعُ فِيهِ مِنَ الطَّعَامِ. وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ رَجُلٍ قَالَ: قُلْتُ لِابْنِ عُمَرَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَقَّتْ مُضْغَتُكَ، وَكَبُرَ سَنُّكَ، وَجُلَسَاؤُكَ لَا يَعْرِفُونَ لَكَ حَقَّكَ وَلَا شَرَفَكَ، فَلَوْ أَمَرْتَ أَهْلَكَ أَنْ يَجْعَلُوا لَكَ شَيْئًا يُلَطِّفُونَكَ إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِمْ، قَالَ: وَيْحَكَ، وَاللَّهِ مَا شَبِعْتُ مُنْذُ إِحْدَى عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَا ثَلَاثَ عَشْرَةَ سَنَةً، وَلَا أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً مَرَّةً وَاحِدَةً، فَكَيْفَ بِي وَإِنَّمَا بَقِيَ مِنِّي كَظِمْءِ الْحِمَارِ. وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْأَسْوَدِ الْعَنَسِيِّ أَنَّهُ كَانَ يَدَعُ كَثِيرًا مِنَ الشِّبَعِ مَخَافَةَ الْأَشَرِ. وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ " الْجُوعِ " بِإِسْنَادِهِ عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: مَا شَبِعْتُ مُنْذُ أَسْلَمْتُ.