الرَّضَاعِ مُنْتَفٍ فَلَا يَحْرُمُ بِهِ أَوْلَادُ الْمُرْضِعَةِ. وَمِمَّا قَدْ يَدْخُلُ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ: «يَحْرُمُ مِنَ الرَّضَاعِ مَا يَحْرُمُ مِنَ النَّسَبِ» : لَوْ ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ، فَشَبَّهَهَا بِمُحَرَّمَةٍ مِنَ الرَّضَاعِ، فَقَالَ لَهَا: أَنْتِ عَلَيَّ كَأُمِّي مِنَ الرَّضَاعِ، فَهَلْ يَثْبُتُ بِذَلِكَ تَحْرِيمُ الظِّهَارِ أَمْ لَا؟ فِيهِ قَوْلَانِ: أَحَدُهُمَا: أَنَّهُ يَثْبُتُ بِهِ تَحْرِيمُ الظِّهَارِ، وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ، مِنْهُمْ مَالِكٌ، وَالثَّوْرِيُّ، وَأَبُو حَنِيفَةَ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ، وَعُثْمَانُ التَّيْمِيُّ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَحْمَدَ. وَالثَّانِي: لَا يَثْبُتُ بِهِ التَّحْرِيمُ، وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ، وَتَوَقَّفَ فِيهِ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ ابْنِ مَنْصُورٍ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015