مَنْ جَدَعَ أَنْفَكَ وَأُذُنَكَ؟ فَأَقُولُ: فِيكَ وَفِي رَسُولِكَ، فَتَقُولُ: صَدَقْتَ، قَالَ سَعْدٌ: لَقَدْ رَأَيْتُهُ آخِرَ النَّهَارِ، وَإِنَّ أَنْفَهُ وَأُذُنَهُ لَمُعَلَّقَتَانِ فِي خَيْطٍ. وَكَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ مُجَابَ الدَّعْوَةِ، فَكَذَبَ عَلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ كَاذِبًا فَاعْمِ بَصَرَهُ، وَأَطِلْ عُمُرَهُ، وَعَرِّضْهُ لِلْفِتَنِ، فَأَصَابَ الرَّجُلَ ذَلِكَ كُلُّهُ، فَكَانَ يَتَعَرَّضُ لِلْجَوَارِي فِي السِّكَكِ وَيَقُولُ: شَيْخٌ كَبِيرٌ مَفْتُونٌ، أَصَابَتْنِي دَعْوَةُ سَعْدٍ. وَدَعَا عَلَى رَجُلٍ سَمِعَهُ يَشْتُمُ عَلِيًّا، فَمَا بَرِحَ مِنْ مَكَانِهِ حَتَّى جَاءَ بِعِيرٌ نَادٌّ، فَخَبَطَهُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ حَتَّى قَتَلَهُ. وَنَازَعَتِ امْرَأَةٌ سَعِيدَ بْنَ زَيْدٍ فِي أَرْضٍ لَهُ، فَادَّعَتْ أَنَّهُ أَخَذَ مِنْهَا أَرْضَهَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنْ كَانَتْ كَاذِبَةً، فَأَعْمِ بَصَرَهَا وَاقْتُلْهَا فِي أَرْضِهَا، فَعَمِيَتْ، وَبَيْنَا هِيَ ذَاتَ لَيْلَةٍ تَمْشِي فِي أَرْضِهَا إِذْ وَقَعَتْ فِي بِئْرٍ فِيهَا فَمَاتَتْ. وَكَانَ الْعَلَاءُ بْنُ الْحَضْرَمِيِّ فِي سَرِيَّةٍ، فَعَطَشُوا فَصَلَّى، فَقَالَ: اللَّهُمَّ يَا عَلِيمٌ يَا حَلِيمٌ يَا عَلِيٌّ يَا عَظِيمٌ، إِنَّا عَبِيدُكَ وَفِي سَبِيلِكَ نُقَاتِلُ عَدُوَّكَ، فَاسْقِنَا غَيْثًا نَشْرَبُ مِنْهُ وَنَتَوَضَّأُ، وَلَا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ فِيهِ نَصِيبًا غَيْرَنَا، فَسَارُوا قَلِيلًا، فَوَجَدُوا نَهْرًا مِنْ مَاءِ السَّمَاءِ يَتَدَفَّقُ فَشَرِبُوا وَمَلَئُوا أَوْعِيَتَهُمْ، ثُمَّ سَارُوا فَرَجَعَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ إِلَى مَوْضِعِ النَّهْرِ، فَلَمْ يَرَ شَيْئًا، وَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِي مَوْضِعِهِ مَاءٌ قَطُّ.