وَقِيلَ: بَلْ عَلَيْهِ - مَعَ ذَلِكَ - كَفَّارَةُ يَمِينٍ، وَهُوَ قَوْلُ الثَّوْرِيِّ وَأَحْمَدَ فِي رِوَايَةٍ.

وَقِيلَ: بَلْ عَلَيْهِ دَمٌ، قَالَهُ طَائِفَةٌ مِنَ السَّلَفِ، مِنْهُمْ عَطَاءٌ وَمُجَاهِدٌ وَالْحَسَنُ وَاللَّيْثُ وَأَحْمَدُ فِي رِوَايَةٍ.

وَقِيلَ: يَتَصَدَّقُ بِكِرَاءِ مَا رَكِبَ، وَرُوِيَ عَنِ الْأَوْزَاعِيِّ، وَحَكَاهُ عَنْ عَطَاءٍ، وَرُوِيَ عَنْ عَطَاءٍ: يَتَصَدَّقُ بِقَدْرِ نَفَقَتِهِ عِنْدَ الْبَيْتِ.

وَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَغَيْرُهُمْ: لَا يُجْزِئُهُ الرُّكُوبُ، بَلْ يَحُجُّ مِنْ قَابَلَ، فَيَمْشِي مَا رَكِبَ، وَيَرْكَبُ مَا مَشَى، وَزَادَ بَعْضُهُمْ: وَعَلَيْهِ هَدْيٌ، وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ إِذَا كَانَ مَا رَكِبَهُ كَثِيرًا.

وَمِمَّا يَدْخُلُ فِي عُمُومِهِ أَيْضًا أَنَّ مَنْ عَلَيْهِ دَيْنٌ لَا يُطَالِبُ بِهِ مَعَ إِعْسَارِهِ، بَلْ يُنْظَرُ إِلَى حَالِ إِيسَارِهِ، قَالَ تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} [البقرة: 280] [الْبَقَرَةِ: 280] ، وَعَلَى هَذَا جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ خِلَافًا لِشُرَيْحٍ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ الْآيَةَ مُخْتَصَّةٌ بِدُيُونِ الرِّبَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَالْجُمْهُورُ أَخَذُوا بِاللَّفْظِ الْعَامِّ، وَلَا يُكَلَّفُ الْمَدِينُ أَنْ يَقْضِيَ مِمَّا عَلَيْهِ فِي خُرُوجِهِ مِنْ مِلْكِهِ ضَرَرٌ، كَثِيَابِهِ وَمَسْكَنِهِ الْمُحْتَاجِ إِلَيْهِ، وَخَادِمِهِ كَذَلِكَ، وَلَا مَا يَحْتَاجُ إِلَى التِّجَارَةِ بِهِ لِنَفَقَتِهِ وَنَفَقَةِ عِيَالِهِ هَذَا مَذْهَبُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015