وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: أَرَأَيْتَ بَصَرَكَ؟ أَرَأَيْتَ لِسَانَكَ؟ أَرَأَيْتَ يَدَيْكَ؟ أَرَأَيْتَ رِجْلَيْكَ؟ وَبِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: الصِّحَّةُ غِنَى الْجَسَدِ. وَعَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ أَنَّ رَجُلًا شَكَا إِلَيْهِ ضِيقَ حَالِهِ، فَقَالَ لَهُ يُونُسُ: أَيَسُرُّكَ أَنَّ لَكَ بِبَصَرِكَ هَذَا الَّذِي تُبْصِرُ بِهِ مِائَةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ؟ قَالَ الرَّجُلُ: لَا، قَالَ: فَبِيَدِكَ مِائَةُ أَلْفِ دِرْهَمٍ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَرِجْلَيْكَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَذَكَّرَهُ نِعَمَ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ يُونُسُ: أَرَى عِنْدَكَ مِئِينَ أُلُوفٍ وَأَنْتَ تَشْكُو الْحَاجَةَ. وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي حِكْمَةِ آلِ دَاوُدَ: الْعَافِيَةُ الْمُلْكُ الْخَفِيُّ. وَعَنْ بَكْرٍ الْمُزَنِيِّ قَالَ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ قَدْرَ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْكَ، فَغَمِّضْ عَيْنَيْكَ. وَفِي بَعْضِ الْآثَارِ: كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ لِلَّهِ فِي عِرْقٍ سَاكِنٍ. وَفِي " صَحِيحِ الْبُخَارِيِّ " عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» . فَهَذِهِ النِّعَمُ مِمَّا يُسْأَلُ الْإِنْسَانُ عَنْ شُكْرِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَيُطَالَبُ بِهِ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8] [التَّكَاثُرِ: 8] وَخَرَّجَ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ حِبَّانَ