فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةٍ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ، رَجَحَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» . وَفِيهِ أَيْضًا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ قَالَ: يَا رَبِّ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَذْكُرُكَ بِهِ وَأَدْعُوكَ بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى، قُلْ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، قَالَ: كُلُّ عِبَادِكَ يَقُولُ هَذَا، إِنَّمَا أُرِيدُ شَيْئًا تَخُصُّنِي بِهِ، قَالَ: يَا مُوسَى، لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي، وَالْأَرْضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي كِفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» . وَقَدِ اخْتُلِفَ أَيُّ الْكَلِمَتَيْنِ أَفْضَلُ؟ أَكَلِمَةُ الْحَمْدِ أَمْ كَلِمَةُ التَّهْلِيلِ؟ وَقَدْ حَكَى هَذَا الِاخْتِلَافَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَغَيْرُهُ. وَقَالَ النَّخَعِيُّ: كَانُوا يَرَوْنَ أَنَّ الْحَمْدَ أَكْثَرُ الْكَلَامِ تَضْعِيفًا، وَقَالَ الثَّوْرِيُّ: لَيْسَ يُضَاعَفُ مِنَ الْكَلَامِ مِثْلُ الْحَمْدِ لِلَّهِ. وَالْحَمْدُ يَتَضَمَّنُ إِثْبَاتَ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الْكَمَالِ لِلَّهِ، فَيَدْخُلُ فِيهِ التَّوْحِيدُ. وَفِي " مُسْنَدِ " الْإِمَامِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مِنَ الْكَلَامِ أَرْبَعًا: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ،