حُرُمَاتُ اللَّهِ لَمْ يَقُمْ لِغَضَبِهِ شَيْءٌ وَلَمْ يَضْرِبْ بِيَدِهِ خَادِمًا وَلَا امْرَأَةً إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ. «وَخَدَمَهُ أَنَسٌ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا قَالَ لَهُ: " أُفٍّ " قَطُّ، وَلَا قَالَ لَهُ لِشَيْءٍ فَعَلَهُ: " لِمَ فَعَلْتَ كَذَا "، وَلَا لِشَيْءٍ لَمْ يَفْعَلْهُ: " أَلَا فَعَلْتَ كَذَا» وَفِي رِوَايَةٍ أَنَّهُ كَانَ إِذَا لَامَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " «دَعُوهُ فَلَوْ قُضِيَ شَيْءٌ كَانَ» " وَفِي رِوَايَةٍ لِلطَّبَرَانِيِّ قَالَ أَنَسٌ: «خَدَمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ سِنِينَ، فَمَا دَرَيْتُ شَيْئًا قَطُّ وَافَقَهُ، وَلَا شَيْئًا خَالَفَهُ رَضًى مِنَ اللَّهِ بِمَا كَانَ» . «وَسُئِلَتْ عَائِشَةُ عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَتْ: كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ» ، تَعْنِي: أَنَّهُ تَأَدَّبَ بِآدَابِهِ، وَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ، فَمَا مَدَحَهُ الْقُرْآنُ، كَانَ فِيهِ رِضَاهُ، وَمَا ذَمَّهُ الْقُرْآنُ، كَانَ فِيهِ سُخْطُهُ، وَجَاءَ فِي رِوَايَةٍ عَنْهَا، قَالَتْ: «كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنَ يَرْضَى لِرِضَاهُ وَيَسْخَطُ لِسُخْطِهِ» . وَكَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِشِدَّةِ حَيَائِهِ لَا يُوَاجِهُ أَحَدًا بِمَا يَكْرَهُ، بَلْ تَعْرِفُ الْكَرَاهَةَ فِي وَجْهِهِ، كَمَا فِي " الصَّحِيحِ " عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَدَّ حَيَاءً مِنَ الْعَذْرَاءِ فِي خِدْرِهَا، فَإِذَا رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ، عَرَفْنَاهُ فِي وَجْهِهِ» . وَلَمَّا بَلَّغَهُ ابْنُ