عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ. وَلِلْإِمَامِ أَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ عَبَسَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ: «وَكَانَ أَوَّلُ مَا يَقُولُ إِذَا اسْتَيْقَظَ: سُبْحَانَكَ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ فَاغْفِرْ لِي، إِلَّا انْسَلَخَ مِنْ خَطَايَاهُ كَمَا تَنْسَلِخُ الْحَيَّةُ مِنْ جِلْدِهَا» . وَثَبَتَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «كَانَ إِذَا اسْتَيْقَظَ مِنْ مَنَامِهِ يَقُولُ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانِي بَعْدَ مَا أَمَاتَنِي وَإِلَيْهِ النُّشُورُ» . ثُمَّ إِذَا قَامَ إِلَى الْوُضُوءِ وَالتَّهَجُّدِ، أَتَى بِذَلِكَ كُلِّهِ عَلَى مَا وَرَدَ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وَيَخْتِمُ تَهَجُّدَهُ بِالِاسْتِغْفَارِ فِي السَّحَرِ، كَمَا مَدَحَ اللَّهُ الْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ، وَإِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، ثُمَّ صَلَّى الْفَجْرَ، وَاشْتَغَلَ بَعْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ بِالذِّكْرِ الْمَأْثُورِ إِلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ، فَمَنْ كَانَ حَالُهُ عَلَى مَا ذَكَرْنَا، لَمْ يَزَلْ لِسَانُهُ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ، فَيَسْتَصْحِبُ الذِّكْرُ فِي يَقَظَتِهِ حَتَّى يَنَامَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَبْدَأُ بِهِ عِنْدَ اسْتِيقَاظِهِ، وَذَلِكَ مِنْ دَلَائِلِ صِدْقِ الْمَحَبَّةِ، كَمَا قَالَ بَعْضُهُمْ:
وَآخِرُ شَيْءٍ أَنْتَ فِي كُلِّ هَجْعَةٍ ... وَأَوَّلُ شَيْءٍ أَنْتَ وَقْتَ هُبُوبِي
وَأَمَّا مَا يَفْعَلُهُ الْإِنْسَانُ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ مِنْ مَصَالِحِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ فَعَامَّةُ ذَلِكَ يُشْرَعُ ذِكْرُ اسْمِ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَيُشْرَعُ لَهُ ذِكْرُ اسْمِ اللَّهِ وَحَمْدُهُ عَلَى أَكْلِهِ وَشُرْبِهِ وَلِبَاسِهِ وَجِمَاعِهِ لِأَهْلِهِ وَدُخُولِ مَنْزِلِهِ، وَخُرُوجِهِ مِنْهُ، وَدُخُولِهِ الْخَلَاءَ، وَخُرُوجِهِ