الْقُنُوت عِنْد ابْن تَيْمِية هُوَ الطَّاعَة

فَقَوْل الْقَائِل إِن الْمَشْهُور فِي اللُّغَة أَنه الدُّعَاء فِي الْقيام إِنَّمَا اخذه من كَون هَذَا الْمَعْنى شاع فِي اصْطِلَاح الْفُقَهَاء إِذا تكلمُوا فِي الْقُنُوت وَالصَّلَاة وَهَذَا عرف خَاص وَمَعَ هَذَا فالفقهاء يذكرُونَ الْقُنُوت سَوَاء صلى قَائِما أَو قَاعِدا أَو مُضْطَجعا لَكِن لما كَانَ الْفَرْض لَيْسَ يَصح أَن يصليه إِلَّا قَائِما وَصَلَاة الْقَاعِد على النّصْف من صَلَاة الْقَائِم صَار الْقُنُوت فِي الْقيام أَكثر وَأشهر وَإِلَّا فَلفظ الْقُنُوت فِي الْقُرْآن واللغة لَيْسَ مَشْهُورا فِي هَذَا الْمَعْنى بل وَلَا أُرِيد بِهِ هَذَا الْمَعْنى وَلَا هُوَ أَيْضا مُشْتَركا بل اللَّفْظ بِمَعْنى الطَّاعَة أَو الطَّاعَة الدائمة وَلِهَذَا يفسره الْمُفَسِّرُونَ بذلك

وَقد رُوِيَ فِي ذَلِك حَدِيث مَرْفُوع رَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من النُّسْخَة المصرية الَّتِي يرْوى مِنْهَا التِّرْمِذِيّ وَغَيره من حَدِيث ابْن وهب أَخْبرنِي عَمْرو بن الْحَارِث أَن دَرَّاجًا أَبَا السَّمْح حَدثهُ عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ كل حرف فِي الْقُرْآن يذكر فِيهِ الْقُنُوت فَهُوَ الطَّاعَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015