و" الْكلابِيَّة " وَمن وافقهم من " السالمية " وَغَيرهم يَقُولُونَ: " تقوم بِهِ صِفَات بِغَيْر مَشِيئَته وَقدرته؛ فَأَما مَا يكون بمشيئته وَقدرته: فَلَا يكون إِلَّا مخلوقا مُنْفَصِلا عَنهُ لَا يقوم بِذَات الرب ".
وَأما " السّلف وأئمة السّنة والْحَدِيث " فَيَقُولُونَ: إِنَّه متصف بذلك؛ كَمَا نطق بِهِ الْكتاب وَالسّنة؛ وَهُوَ قَول كثير من " أهل الْكَلَام والفلسفة " أَو أَكْثَرهم كَمَا قد ذكرنَا أَقْوَالهم بألفاظها فِي غير هَذَا الْموضع.
وَمثل هَذَا: " الْكَلَام ". فَإِن السّلف وأئمة السّنة والْحَدِيث يَقُولُونَ: إِنَّه يتَكَلَّم بمشيئته وَقدرته؛ وَكَلَامه لَيْسَ بمخلوق؛ بل كَلَامه صفة لَهُ قَائِمَة بِذَاتِهِ.
وَمِمَّنْ ذكر أَن ذَلِك قَول أَئِمَّة السّنة: أَبُو عبد الله ابْن مَنْدَه وَأَبُو عبد الله ابْن حَامِد وَأَبُو بكر عبد الْعَزِيز وَأَبُو إِسْمَاعِيل الْأنْصَارِيّ وَغَيرهم؛ وَكَذَلِكَ ذكر أَبُو عمر بن عبد الْبر نَظِير هَذَا فِي " الاسْتوَاء ".
وأئمة السّنة - كَعبد الله بن الْمُبَارك وَأحمد بن حَنْبَل وَالْبُخَارِيّ وَعُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ وَمن لَا يُحْصى من الْأَئِمَّة وَذكره حَرْب بن إِسْمَاعِيل الْكرْمَانِي عَن سعيد بن مَنْصُور وَأحمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَسَائِر