وهي، إن وقعت بعدَ الإيجاب أو الأمرِ، كان معناها سَلبَ الحكم عما قبلَها، حتى كأنهُ مسكوتٌ عنه، وجعلَهُ لِمَا بعدَها، نحو "قام سليمٌ، بل خالدٌ" ونحو "لِيَقُمْ عليٌّ. بل سعيدٌ".

وإن وقعت بعد النفي أو النهي، كان معناها إثباتَ النفي أو النّهي لِمَا قبلها وجعلَ هذه لِمَا بعدَها، نحو "ما قام سعيدٌ بل خليلٌ"، ونحو "لا يَذهبْ سعيدٌ بل خليلٌ".

فإن تلاها جملةٌ لم تكن للعطفِ، بل تكونُ حرفَ ابتداءٍ مُفيداً للاضراب الإبطالي أو الإضراب الانتقالي. فالأولُ كقولهِ تعالى {وقالوا اتَّخذَ الرحمنُ ولداً، سبحانَهُ، بَل عِبادٌ مُكرَمُون} ، أي بل هُم عبادٌ، وقولهِ {أو يقولونَ بهِ جِنَّةٌ، بل جاءهم بالحق} . والثاني كقولهِ تعالى {قد أَفلحَ من تَزكّى، وذكرَ اسمَ رَبهِ فَصَلَّى، بل تُؤثرونَ الحياةَ الدُّنيا} ، وقولهِ {وَلدَينا كتابٌ يَنطِقُ بالحق وهُم لا يُظلمونَ، بل قُلُوبهم في غَمرة} .

وقد تُزادُ قبلها "لا"، بعد إثباتٍ أَو نفيٍ، فالأولُ كقول الشاعر [من الخفيف]

وَجْهُكِ الْبَدْرُ، لا، بل الشَّمْسُ، لوْ لَمْ ... يُقْضَ لِلشَّمْسِ كَسْفَةٌ أو أُفولُ

والثاني كقول الآخر [من البسيط]

وَما هَجَرْتُكِ، لا، بَلْ زادَني شَغَفاً ... هَجَرٌ وبُعْدُ تُراخٍ لا إِلى أجلِ

8- لكن تكونُ للاستدراكِ، بشرطِ أَن يكون معطوفُها مُفرداً، أي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015