قال أبو عمرو: وكلهم (?) إذا فصل هذه الكلمة وشبهها عن الكلمة التي قبلها بالوقوف على تلك، والابتداء بهذه حقّق همزة الوصل وسهّل همزة الأصل الساكنة التي يحقّقها في حال الإدراج والاتصال، وأبدلها (?) بالحرف الذي منه حركة همزة الوصل، فإن كانت حركتها ضمّا أبدلها واوا ساكنة، نحو اوتمن، وإن كانت كسرا (?) أبدلها ياء ساكنة، نحو ايذن لي [التوبة: 49] ايت بقرآن [يونس: 15] وشبهه، كراهة للجمع بين همزتين في كلمة الثانية منهما (?) ساكنة؛ إذ الجمع بينهما على تلك الحال خروج عن المتعارف من كلام العرب، على أن الكسائي رحمه الله على جلالته وإمامته واتّساع معرفته بتصاريف وجوه العربية، واختلاف اللغات قد أجاز ذلك وسوّغه للمبتدئ بذلك، فحدّثنا محمد بن أحمد، قال: نا محمد بن القاسم الأنباري (?)، قال: نا إدريس بن عبد الكريم، قال: نا خلف بن هشام عن الكسائي أنه جائز للمبتدئ أن يقول: ائت بقرآن بهمزتين. وقال سورة عنه: إن شئت بهمزة واحدة وإن شئت بهمزتين.
قال محمد بن القاسم: هذا قبيح؛ لأن العرب لا تجمع بين همزتين الثانية منهما ساكنة (?)، والقول في ذلك ما قاله محمد بن القاسم، وعليه عامّة أهل الأداء، والذي أجازه الكسائي صحيح مقبول إذ لا يكون إلا عند أخذ وسماع وبالله التوفيق.
حرف:
قرأ عاصم وابن عامر فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء [284] برفع الفعلين، وقرأ الباقون بجزمهما (?) (?)، والإظهار والإدغام مذكور قبل (?).