جميع أصحاب أبي يعقوب وأبي الأزهر وداود عنهم عن ورش، وكذلك حكاه محمد بن علي (?) عن أصحابه، والأول أقيس والثاني آثر.

2342 - وقد استثنى أصحاب موسى بن سهل وعبد الرحمن بن داود بن أبي طيبة من جملة ذلك حرفا واحدا، وهو قوله [102/ و] في الفرقان: وصهرا، فأمالوا فتحة الراء يسيرا فيه، وذلك من حيث كان الساكن الحائل بين الكسرة والياء هاء، وهو حرف خفي وكأن الكسرة وليت الراء لذلك (?)، والقياس إخلاص فتح الراء، وعلى ذلك العمل وبه الأخذ.

2343 - فأما قوله: سرّا حيث وقع، نحو سرّا إلّآ [البقرة: 235] وسرّا وجهرا [النحل: 75] وسرّا وعلانية [البقرة: 274] وما أشبهه من لفظه. وقوله:

مّستقرّا في النمل [40] فلا أعلم خلافا بين أصحابنا في ترقيق الراء وإمالتها يسيرا في ذلك، وذلك أن الحرفين في الإدغام بمنزلة حرف واحد من حيث يرتفع اللسان بهما ارتفاعة واحدة من غير مهلة ولا فرجة كما يرتفع به (?)، فكأن الكسرة قد وليت الراء كذلك (?)، فأميلت كما تمال معها (?) إذا وليتها من غير حائل بإجماع.

2344 - وقد اختلف علماؤنا في إمالة الراء وفي إخلاص فتحها أيضا في حال الوصل خاصّة إذا لحقها التنوين ووليها كسرة أو ياء، نحو قوله: شاكرا [النساء:

147] ومدبرا [النمل: 10] وخبيرا [النساء: 35] وبصيرا [النساء: 58] وخيرا [البقرة: 158] وطيرا [آل عمران: 49] وما أشبهه.

2345 - فكان أبو طاهر بن أبي هاشم لا يرى إمالتها فيه من أجل التنوين؛ لأنه يمنع الإمالة، وتابعه على ذلك عبد المنعم (?) بن عبيد الله وجماعة، وكان سائر أهل الأداء من المصريين، ومن أخذ عنهم من المغاربة يميلونها في حالة الوصل كما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015