1172 - وهذا الضرب من المدغم عند أكثر النحويين والقرّاء ليس بإدغام محض لسكون ما قبل المدغم فيه سكونا جامدا (?)، وحقيقته عندهم أن يكون إخفاء (?)؛ لأن

الحركة في المخفاة لا تذهب رأسا، وإنما يضعف الصوت بها (ولا أتم) (?) فخف بعض الخفّة، ويمنع من التقاء الساكنين. وقد أجاز الإدغام الخالص في ذلك جماعة منهم، وسوّغوا التقاء الساكنين فيه؛ وذلك من حيث ورد السماع به عن العرب، في نحو قوله:

شهر رمضان [البقرة: 185] (?)، وكان الحرفان في الإدغام- لارتفاع اللسان بهما ارتفاعة واحدة- بمنزلة حرف واحد متحرّك، فكان الساكن الأول لذلك قد ولي متحرّكا، وقد قرأت [48/ و] أنا بالمذهبين جميعا، والإخفاء أوجه وأكثر.

1173 - فإن كان الساكن الواقع قبل الحرف المدغم، حرف مدّ ولين، أو حرف لين فقط- وهو أن ينفتح ما قبل الياء والواو- فلا خلاف في جواز الإدغام؛ لأنه يزاد في مدّ الصوت لأجله، فيتميّز بذلك الساكنان أحدهما من الآخر، ولا يلتقيان، وذلك نحو قوله: وقال لهم [البقرة: 247]، وقال ربّك [البقرة: 30] وإذا قيل لهم [البقرة: 110] والبصير له [الشورى: 11، 12] ويقول له [البقرة: 117] والمرفود ذلك [هود 99، 100] ومّصيبة الموت تحبسونهما [المائدة: 106] ومن قوم موسى [الأعراف: 159] وفلا كيل لكم [يوسف: 60] والّيل لتسكنوا [يونس: 67] وما أشبهه.

1174 - فإن تحرّكت الدال بالفتح وسكّن ما قبلها لم يدغمها في الحروف المتقدمة لخفّة الفتحة والساكن، وذلك نحو قوله: داود زبورا [النساء: 163] وأراد شكورا [الفرقان: 62] وبعد ذلك [البقرة: 52] (?)، وبعد ضرّاء مسّته [هود:

10] (?)، وبعد ظلمه [المائدة: 39] وبعد ثبوتها [النحل: 94] وداود وسليمن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015