1108 - أحدهما إذا لقيت الكلمة التي هي رأس الآية ووليتها من غير حائل بينهما، وسواء تحرك ما قبل الميم بكسر أو ضمّ، وذلك نحو قوله: وممّا رزقنهم ينفقون [البقرة: 3] ولعلّكم تتّقون [البقرة: 63] وبربّكم فاسمعون [يس: 25] وو ما هم بمؤمنين [البقرة: 8] وإن كنتم صدقين [البقرة: 23] وو لا ليهديهم طريقا [النساء: 168] وما أشبهه، فإن حال بينهما «1» واو العطف وكانت الفاصلة اسما نحو قوله: هم والغاون [الشعراء: 94] وما فى بطونهم والجلود [الحج: 20] ووجوههم وأدبرهم [الأنفال: 70] وجمعنكم والأوّلين [المرسلات: 38] ومتقلّبكم ومثوئكم [محمد: 19] ومتعا لّكم ولأنعمكم (33) [النازعات: 33] «2»، أو من كقوله: إنّى معكم من المنتظرين [الأعراف: 71] وفما هم مّن المعتبين [فصلت: 24] أو في نحو لندخلنّهم فى الصّلحين [العنكبوت: 9] وما سلككم فى سقر (42) [المدثر: 42] ولا نحو قوله: ولكنّ أكثرهم لا يعلمون [الأنعام: 37] وو هم لا يسئمون [فصلت: 38] وما أشبهه، فإنه سكّنها في جميع القرآن. فإن كانت الفاصلة التي تحول بينها [44/ و] وبين الميم واو العطف فعلا كقوله: [شهدتهم ويسئلون [الزخرف: 19] «3»، فارتقبهم واصطبر [القمر: 27]؛ ولا أعلم في كتاب الله غيرهما، ضمّ الميم.
1109 - وقد استثنى عنه من الميمات المتصلات بالفواصل موضعا واحدا، وهو قوله في الملك: ألم يأتكم نذير [8] فكسر الميم فيه وقال في الزمر: وإنّهم مّيّتون [30] ليس برأس آية، وذلك غلط من قتيبة إذ الإجماع من العادين منعقد على أنه رأس آية «4»؛ فوجب أن يكون الميم [قبله] مضمومة طردا لمذهبه في جميع الفواصل «5».
1110 - والمكان الثاني الذي يضمّ فيه الميم: هو إذا لقيت همزة وانضم ما قبل الميم، نحو ءأنذرتهم أم لم [البقرة: 6] عليكم أنفسكم [المائدة: 105] وأعملهم