9482 - (د) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- قال: «تَدُورُ رَحَى الإسلام لخمس وثلاثين - أو سِتٍّ وثلاثين، أو سبع وثلاثين - فإن يَهْلِكُوا فسبيلُ مَنْ هَلَك، وإن يَقُم لهم دِينهم: يَقُمْ لهم سبعين عاماً، -[782]- قال: قلت: [أ] مِمَّا بقي، أو مما مضى؟ قال: مما مضى» أخرجه أبو داود (?) .
S (تدور رَحى الإسلام) يقال: دارت رَحى الحرب: إذا قامت على ساقها، والمعنى فيما قيل: إن الإسلام عند قيام أمره على سنن الاستقامة، والبعد من أحداث الظَّلَمة إلى أن تنقضيَ هذه المدة التي ذكرها وهي خمس وثلاثون سنة، ووجهه: أن يكون قاله وقد بقي من عمره - صلى الله عليه وسلم- خمس سنين أو ست سنين، فإذا انضمت إلى مدة خلافة الخلفاء الراشدين - وهي ثلاثون سنة - كانت بالغة ذلك المبلغ، وإن كان أراد: سنة خمس وثلاثين من الهجرة، ففيها خرج أهل مصر وحصروا عثمان، وإن كانت سنة ست وثلاثين، ففيها كانت وَقْعَةُ الجمل، وإن كانت سنة سبع وثلاثين، ففيها كانت وَقْعة صِفِّين.
وأما قوله: «يقم لهم سبعين عاماً» فإنَّ الخطابي قال: يشبه أن يكون مدة ملك بني أمية وانتقاله إلى بني العباس، فإنه كان بين استقرار الملك لبني أمية إلى أن ظهرت دعاة الدولة العباسية بخراسان نحو من سبعين سنة، وهذا فيه نظر، لأنه لا يطابق التأويل الأول.