جامع الاصول (صفحة 9666)

9436 - (م ط د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «إذا سمعتم الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكُهُم» . أخرجه مسلم والموطأ وأبو داود (?) .

قال أبو إسحاق: سمعته بالنصب والرفع، ولا أدري أيَّهما قال، فسّره مالك: إذا قال مُعْجباً بِنَفْسِهِ، مُزْرِياً بغيره، فهو أشدُّ هلاكاً منهم، لأنه لا يدري سرائر الله في خَلْقِهِ، وأما إذا قاله وهو يرى نفسه معهم، وهو لنفسه أشدُّ احتقاراً منه لغيره، فلا بأس به.

S (فهو أهلكهم) قال الخطابي: فيه وجهان، أحدهما: أنه في أصحاب الوعيد، ومن يرى رأي الغلاة منهم في الخلود على الكبيرة، واليأس من عفو الله، والقنوط من رحمته، يقول: فمن رأى هذا الرأي، كان أشدَّ هلاكاً، وأعظم وزراً ممن قارف الخطيئة، ثم لم ييأس من الرحمة.

الوجه الثاني: أن يكون ذلك في الرجل يولَع بذكر الناس، وإحصاء عيوبهم، وعدِّ مَساوِيهم، فهو لا يزال يقول: هلك الناس، وفسدت نياتهم، وقلَّت أماناتهم، ويذهب بنفسه عجباً، ويرى لها على الناس فضلاً، يقول: فهذا بما يناله في ذلك من الإثم أشدُّ هلاكاً وأعظم وِزْراً. -[742]- هذا التأويل على أن تكون الرواية بالرفع. وأما من رواه بالنصب، فإنما يريد أنه بقوله هذا قد أهلك الناس، يؤيسهم من الرحمة، فيجرِّئهم على ارتكاب الذنوب، ومقارفة المعاصي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015