جامع الاصول (صفحة 8869)

8642 - (د ت) محمد بن شهاب - رحمه الله- أن أنساً حدَّثَهم: «أن شُهداء أُحد لم يُغَسَّلوا، ودفنوا بدمائهم، ولم يُصَلَّ عليهم» .

وفي رواية قال أنس: «إنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- مَرَّ علَى حمزة وقد مُثِّل به، فقال: لولا أن تجد صَفِيَّةُ في نفسها لتركْتُه حتى تأكلَهُ العافيةُ ويُحْشَر من بطونها، وقلّت الثياب، وكثرت القتلى، فكان الرجل والرجلان والثلاثة يُكفَّنون في الثوب الواحد» .

زاد في رواية: «ثم يدفنون في قبر واحد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يسأل: أيُّهم أكثر قرآنا؟ فيقدِّمه إلى القبلة» .

وفي أخرى قال: «مَرَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بحمزة وقد مُثِّل به، ولم يصلِّ على أحدٍ من الشهداءِ غيره» . أخرجه أبو داود.

وفي رواية الترمذي: أن أنساً قال: «أتى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- على حمزة يوم أحد، فوقف عليه، فرآه قد مُثِّل به. قال: لولا أن تجد صفيَّةُ في نفسها لتركتُه حتى تأكله العافيةُ، حتى يُحْشَر يوم القيامة من بطونها، قال: ثم دعا بنمرة فكفَّنه فيها، فكانت إذا مدت على رجليه بدا رأسه، قال: فكثر القتلى وقلَّت الثياب، فكفن الرجل والرجلان والثلاثة في الثوب الواحد، ثم يدفنون في قبر واحد، قال: فجعل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يسأل عنهم: أيُّهم -[141]- أكثرُ قرآنا؟ فيقدِّمه إلى القبلة، قال: فدفنهم، ولم يصلِّ عليهم» (?) .

S (تجد) وَجَدْت على الميت: إذا حَزِنتَ عليه وجَزِعت.

(العافية) : كلُّ طالب رزق من سَبُع أو طائر أو دابَّةٍ أو إنسان فهو عافٍ، وأكثر ما تطلق العافية على السِّباع والطير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015