جامع الاصول (صفحة 8762)

8535 - (خ) أنس (?) - رضي الله عنه - «أنَّ العباسَ مَرَّ بمجلس فيه قوم من الأنصار يبكون، حين اشتدَّ برسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- وَجَعُهُ، فقال لهم: ما يُبكيكم؟ فقالوا: ذكرنا مَجْلِسَنَا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فدخل العباسُ على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فأخبره، فعَصَب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- رأسَه بعصابة دَسْماءَ - أو قال: بحاشيةِ بُرد - وخرج وصَعِدَ المنبر، وخَطَبَ النَّاس وأثنى على الأنصار خيراً، وأوصى بهم، ثم قال: إنَّ الله خيَّرَ عبداً بين الدنيا -[73]- وبين ما عندَه، فاختار العبد ما عنده، فبكى أبو بكر، وقال: يا رسولَ الله، فديناك بآبائنا وأُمَّهاتنا، فقلنا: ما لهذا الشيخ يبكي أن ذَكَر رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عبداً خيَّره الله بين الدنيا وما عنده، فاختارَ العبد ما عنده؟ فكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- هو المخيَّرَ، وكان أبو بكر أَعْلَمَنَا» (?) .

أخرجه البخاري إلى قوله: «فَصَعِدَ المنبر» .

ثم قال: ولم يَصعدهُ بعدَ ذلك اليوم، فَحمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: «أوصيكم بالأنصار، فإنهم كَرِشِي وعَيْبَتي، وقد قَضَوُا الذي عليهم، وبقي الذي لهم، فاقبلوا من مُحْسِنهِم، وتجاوزوا عن مسيئهم» (?) والباقي ذكره رزين.

S (دسماء) الدُّسْمَة: لون بين الغُبرة والسواد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015