جامع الاصول (صفحة 7900)

الفصل السادس: في كيفية الحكم

7673 - (د ت) الحارث بن عمرو - يرفعه إلى معاذ - رضي الله عنه - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- لَمَّا أراد أن يبعثَ معاذاً إلى اليمن، قال له: «كيف تقضي إذا عَرَضَ لك قضاء؟ قال: أقْضي بكتاب الله، قال: فإن لم تجد في كتاب الله؟ قال: أقضي بِسُنَّةِ رسول الله، قال: فإن لم تجد في سُنَّةِ رسول الله؟ قال: أجتهد رأيي، ولا آلُو، قال: فضرب رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صَدْرَهُ، وقال: الحمد لله الذي وَفَّق رسولَ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- لِمَا يُرضي رسولَ الله» .

وفي رواية: «أن مُعَاذاً سألَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: يا رسول الله بمَ أقضي؟ قال: بكتابِ الله، قال: فإن لم أجد؟ قال: بِسُنَّةِ رسولِ الله، قال: فإن لم أجد؟ قال: استَدِقَّ الدنيا، وتَعَظَّمْ في عَيْنِكَ ما عند الله، واجتهد رأيَك، فسيسدِّدك الله للحق» أخرجه أبو داود.

وفي رواية الترمذي: عن الحارث بن عَمرو، عن رجل من أصحاب معاذ: «أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- بعث معاذاً إلى اليمن، فقال: كيف -[178]- تَقْضي؟ ... وذكر الرواية الأولى إلى قوله: رسولَ رسولِ الله» ولم يذكر «ولا آلو» .

وفي رواية عن الحارث عن أُناسٍ من أهل حِمْص عن معاذ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- بنحوه (?) .

-[179]-

S (أجتهد رأيي) الاجتهاد: بذلُ الوسع في طلب الأمر، والمراد به هاهنا: رد القضية التي تعرض للحاكم من طريق القياس إلى الكتاب والسنة، ولم يرد الرأي يعرض له من قبل نفسه من غير أصل كتاب ولا سُنَّةٍ، وفي هذا الحديث إثبات القياس على منكريه، وإيجاب الحكم به.

(استدق) الدنيا: أي احتقرها واستصغرها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015