7102 - (خ م ط ت د س) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «من اغْتَسَلَ يوم الجمعة غُسْلَ الجنابة، ثم راح فكأنَّما قَرَّب بَدَنَة، ومن راح في الساعة الثانية، فكأنَّما قرَّبَ بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة، فكأنَّما قرَّبَ كَبْشاً أقْرَنَ، ومن راح في الساعة -[425]- الرابعة، فكأنَّما قَرَّبَ دَجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة، فكأنَّما قرَّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرتِ الملائكةُ يستمعون الذِّكر» .
وفي رواية قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: «إذا كان يومُ الجمعة كان على كلِّ باب من أبواب المسجد ملائكة، يكتبون الأول فالأول، فإذا جلس الإمام طَوَوُا الصُّحُفَ، وجاؤوا يستمعون الذكر» .
وفي أخرى: «إِذا كان يوم الجمعة وقفتِ الملائكةُ على أبواب المسجد يكتبون الأول فالأول، ومَثَل المُهَجِّر كمثل الذي يُهْدِي بَدَنة، ثم كالذي يُهدي بقرة، ثم كَبْشاً، ثم دَجَاجَة، ثم بَيضة، فإِذا خَرجَ الإِمام طَوَوْا صُحُفَهم، و [جاؤوا] يستمعون الذِّكْرَ» . أخرجه البخاري، ومسلم.
ولمسلم أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «على كلِّ باب من أبواب المسجد مَلَك يكتب الأول فالأول، فالأولُ مثلَ الجَزور، ثم نزَّلهم حتى صَغَّر إِلى مثل البيضة، فإِذا جلس الإِمام طُوِيَتِ الصُّحُفُ، وحَضَرُوا الذِّكْرَ» .
وأخرج الموطأ، والترمذي، وأبو داود، والنسائي الرواية الأولى، وزاد الموطأ «في الساعة الأولى» .
وللنسائي أيضاً: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إِنَّما مَثَلُ المهجِّرِ إِلى الصلاة كمثلِ الذي يُهْدي بَدنَة، ثم الذي على إِثره كالذي يُهدي بقرة، ثم الذي على إِثره كالذي يُهْدِي الكبشَ، ثم الذي على إِثره كالذي يُهْدي الدجاجةَ، ثم -[426]- الذي على إِثره كالذي يُهْدي البيضةَ» .
وللنسائي أيضاً نحو الأولى، وفيها: «ومثل المهجِّرِ إِلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم كالمهدي بقرة، ثم كالمهدي شاة، ثم كالمهدي بَطَّة، ثم كالمهدي دجاجة، ثم كالمهدي بيضة» .
وفي أخرى له نحوها، ولم يذكر: «البطة» .
وفي أخرى نحوها، وفيه بعد الدجاجة عصفور، وأسقط «البطةَ» (?) .
S (راح في الساعة الأولى) قال الخطابي: قال مالك بن أنس: الرواح لا يكون إلا بعد الزوال، فحينئذ لا تكون هذه الساعات التي عددها النبي - صلى الله عليه وسلم- في الحديث إلا في ساعة واحدة من يوم الجمعة، وهي بعد الزوال، كقولك: قعدت عندك ساعة، إنا تريد جزءاً من الزمان، وإن لم تكن ساعة من النهار حقيقة التي هي جزء من أربعة وعشرين جزءاً، قال: وقيل: معناه: أنه أراد بالرواح: المضي إلى الجمعة بعد طلوع الشمس وما بعدها إلى -[427]-[ما] بعد الزوال، فإن الصلاة، وإن كانت لا تُصَلَّى إلا بعد الزوال، فإنه قد جعل القصد إليها رواحاً، وزعم بعضهم: أن الرائح: هو الخارج عن أهله، وكل من خرج في وقتٍ من الأوقات فقد راح، وعلى هذا يقولون: إذا أرادوا الرحيل أي وقت كان في ليل أو نهار: الروَاح الرواح، والأصل في الرواح الأول، وإن جاز هذا المعنى فعلى المجاز.
(قَرَّب بدنة) البدَنة: ما يُهدى إلى بيت الله الحرام من الإبل والبقر وقيل: من الإبل خاصة، أي: كأنما أهدى ذلك إلى الله عز وجل، وأما جعله الدجاجة والبيضة من الهدي وليسا بهدي إجماعاً، فإنما حمله على ما قبله تشبيهاً به وأعطاه حكمه مجازاً، وإلا فالهدي لا يكون إلا بقرة أو بدنة، والشاة فيها خلاف.
(كبشٌ أقرن) له قرنان.
(المُهَجِّر) : هو الذي يمشى إلى الصلاة في أول وقتها.
(الجزور) : البعير، ويقع على الذكر والأنثى.