جامع الاصول (صفحة 7317)

7091 - (م د) أُبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: كان رجل من الأنصار لا أعلم أحداً أبعدَ من المسجد منه، وكان لا تخطئه صلاة، قال: فقيل له - أو قلت له - لو اشتريت حماراً تركبُه في الظلماء وفي الرَّمضاء؟ قال: ما يسرُّني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريدُ أن يُكتَب لي ممشايَ إلى المسجد، ورجوعي إذا رجَعْتُ إلى أهلي، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «قد جمع الله لك ذلك [كله] » وفي رواية نحوه، وفيها «فتوجَّعت له» ، فقلت له: يا فلان، لو أنك اشتريت حماراً يَقِيك الرمضاءَ وهَوامَّ الأرض؟ قال: أما والله ما أُحِبُّ أن بيتي مُطَنَّبٌ ببيت محمد - صلى الله عليه وسلم-، قال: فحملتُ به حِملاً حتى أتيت نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فدعاه، فقال له مثل ذلك، فذكر أنه يرجو أثر الأجر، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: «إن ذلك لك ما احتسبتَ» أخرجه مسلم.

وفي رواية أبي داود قال: «فنمى الحديثَ إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، فسأله رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن قوله، فقال: أردت يا رسول الله أن يُكتَب لي إقبالي إلى المسجد، ورجوعي إلى أهلي، فقال: أعطاك الله ذلك كلَّهُ، أنْطَاك الله ما احتسبت كلَّه أجمع» (?) .

-[418]-

S (الرَّمضاء) : شدة الحرّ ووقْعُ الشمس على الرَّمل.

(أنطاك) الإنطاء: الإعطاء بلغة أهل اليمن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015