جامع الاصول (صفحة 718)

508 - (د) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: إنَّ ابنَ عمرَ - واللهُ يغْفِرُ له - أوْهَمَ (?) : إنَّمَا كان هذا الحيّ من الأنصار - وهم أهلُ وَثَنٍ - مع هذا الحيِّ من يهودَ - وهم أَهلُ كتابٍ - فكانوا يَرَوْنَ أنَّ لَهم فضْلاً عليهم في العِلم، فكانوا يقتَدُونَ بكثير من فِعلِهِمْ، وكان من أمرِ أَهْلِ الكتاب: أن لا يأتُوا النساءَ إلا على حَرْفٍ، وذلك أسْتَرُ ما تكون المرأَةُ، فكان هذا الحيُّ من الأنصار قد أخذوا بذلك من فِعلهم، وكان هذا الحيُّ من قريش يَشرَحونَ النِّساءَ شرحاً منكراً، ويتلذَّذُونَ منهُنَّ مُقْبِلاتٍ ومدْبِراتٍ، ومُسْتَلْقياتٍ، -[43]- فَلمَّا قَدِم المهاجرون المدينةَ: تزوَّج رجلٌ منهن امرأة من الأنصارِ، فذَهَب يصْنَعُ بها ذلك، فأَنكرتْهُ عليه، وقالت: إِنَّا كُنَّا نُؤتَى على حَرْفٍ، فاصنعْ ذلك، وإلا فاجْتَنِبْنِي، حتَّى شريَ أَمْرُهُمَا، فبلغَ ذلك رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فأنزلَ اللهُ -عز وجل-: {نساؤكم حرث لكم فائتُوا حرثَكم أَنَّى شِئْتُمْ} ، أي: مُقْبِلاتٍ، ومدْبِراتٍ ومُستَلْقِياتٍ، يعني بذلك موضعَ الولدِ. أخرجه أبو داود (?) .

S (أوْهَمَ) وَهِم بسكر الهاء: غلط، وبفتحها: ذهب وهمهُ إليه. قال الخطابي: الذي وقع في رواية هذا الحديث «أوْهَمَ» والصواب «وَهِمَ» بغير ألف.

(الوثن) الصنم، وقيل: الصورة لا جثة لها.

(الحرف) : الجانب، وحرفُ كل شيء: جانبه.

(يشرحون) قال الهروي، يقال: شرح فلان جاريته،: إذا وطئها على قفاها، وأصل الشَّرْح: البَسْط، ومنه: انشراح الصدر بالأمر، وهو انفتاحه، وانبساطه.

(شري) أمرهما: أي ارتفع وعظم وتفاقم، وأصله: من شري -[44]- البرق: إذا لج في اللمعان، واستشرى الرجل: إذا ألح في الأمر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015