جامع الاصول (صفحة 6887)

ضِماد بن ثعلبة الأزدي - رضي الله عنه-

6661 - (م) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما -: أن ضِماداً قدم مكة، وكان من أزْدِ شَنُوءة، وكان يَرْقي من هذه الريح، فسمع سُفَهاءَ مكةَ يقولون: إنَّ محمداً مجنون، فقال: لو أني أتيتُ هذا الرجل، لعَلَّ الله يَشْفِيه على يَدَيَّ، فلقيه، فقال: يا محمد، إنِّي أرْقي من هذه الريح، وإن الله يشفي على يديَّ من شاءَ، فهل لك؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: إن الحمد لله نحمده، ونستعينُه، مَن يهده الله فلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، -[110]- أما بعدُ، قال ضماد: فقلت له: أعِدْ عَلَيَّ كلماتِك هؤلاء، فأعادهنَّ عليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات، فقال: لقد سمعت قول الكهنة، وقول السحرة، وقول الشعراء، فما سمعتُ مثل كلماتِك هؤلاء، وقد بلغن قاموسَ البحر (?) ، هاتِ يَدَك أُبَايِعْكَ على الإسلام، فبايعه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: وعلى قومك؟ قال: وعلى قومي. فبعث رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- سَرِيَّة بعد مقدَمه المدينة، فمرُّوا على قومه، فقال صاحب السَّرِيَّةِ للجيش: هل أصبتم من هؤلاء شيئاً؟ فقال رجل من القوم: أصبتُ منهم مِطْهرة - وفي نسخة: إدَاوَة - فقال: رُدُّوها، فإن هؤلاء قومُ ضِماد. أخرجه مسلم (?) .

S (قاموس) قاموس البحر: معظمه ووسطه.

(سَرِية) السرية: طائفة من الجيش ينفذون في طلب العدو، سُمُّوا بذلك: لأنهم ينفذون ليلاً لينكتم أمرهم، فهم يسرون إلى العدو سُرى، والسُّرَى: سير الليل.

(مِطهرة) المطهرة والإداوة: السطيحة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015