جامع الاصول (صفحة 6681)

وهذه أحاديث جاءت مشتركة بين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما

6455 - (خ م ت) أبو هريرة - رضي الله عنه -[قال] : قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما راع في غنمه، عدا الذئبُ، فأخذ منها شاة، فطلبها حتى استنقذها منه، فالتفت إليه الذئب، فقال [له] : مَنْ لها يومَ السَّبُع يوم ليس لها راعٍ غيري؟ فقال الناسُ: سبحان الله! فقال رسولُ الله -[626]- صلى الله عليه وسلم-: فإني أُومِنُ بهِ، وأبو بكر وعمرُ، وما ثَمَّ أبو بكر وعمر» . كذا عند البخاري.

وعند مسلم: أن أبا هريرة قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما رَجُل يَسُوقُ بَقَرَة قد حَمَلَ عَليها، التَفَتَتْ إليه [البقرةُ] ، فقالتْ: إني لم أُخْلَقْ لهذا، ولكني خُلِقْتُ لِلْحَرْثِ، فقال الناس: سبحان الله! تَعجُّباً وفَزَعاً أَبَقَرَة تَكَلَّمُ؟ فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: فَإني أُومِن به، وأبو بكر وعمرُ»

قال أبو هريرة: وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «بينما راعٍ في غنمه، عدا عليه الذئب، فأخذ منها شاة، فطلبه الراعي، حتى استنقذها منه ... » . وذكر الحديث بنحو ما تقدَّم، وليس فيه عنده «وما ثمَّ أبو بكر وعمر» .

وفي رواية لهما قال: صلَّى رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- صلاةَ الصبح، ثم أقْبَلَ على الناس، فقال: بينا رَجُل يَسُوقُ بَقَرَة، إذْ رَكِبَها فضربها، فقالت: إنا لم نُخْلَقْ لهذا، إنا خُلقنا للحرث، فقال الناس: سبحان الله! بقرة تَكَلَّمُ؟ فقال: إني أُومِنْ بهذا أنا وأبو بكر وعمر، وما هما ثَمَّ، ثُمَّ ذكر باقي الحديث في الشاة والذئب بنحو ما تقدَّم إلى قوله: «فإني أُومِنُ بهذا أَنا وأبو بكر وعمر، وهما ثَمَّ» لفظ الحديث للبخاري.

وفي أخرى لهما في قصة الشاة والبقرة بمثل الرواية التي قبلها.

وأخرج الترمذي الرواية الأولى والثالثة، وقال في أولهما: «بينما رَجُل -[627]- راكب بَقَرَة، إذ قالت: لَم أُخْلَقْ لهذا ... الحديث» (?) .

S (عدا عليه) : اعتدى وتجاوز في ظلمه.

(يوم السَّبُّع) قال ابن الأعرابي: السبْع، بسكون الباء: الموضع الذي يحبس الناس فيه يوم القيامة، أراد: من لها يوم القيامة؟ وهذا [التأويل] يَفْسُدُ بقول الذئب: «يوم لا راعي لها غيري» والذئب لا يكون لها راعياً يوم القيامة، وقيل: السَّبْع: الشدة والذُّعر، يقال: سَبَعْتُ الأسد: إذا ذعرته، والمعنى: من لها يوم الفزع؟ وقيل: مَن لها عند الفتن حين يتركها الناس هملاً لا راعيَ لها، نُهبةً للذئاب والسباع؟ فجعل السَّبُع لها راعياً، إذ هو منفرد بها [ويكون حينئذ بضم الباء] ، وهذا إنذار بما يكون من الشدائد والفتن التي يهمل الناس فيها أنعامهم ومواشيهم فتستمكن منها السباع بلا مانع.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015