جامع الاصول (صفحة 6634)

6408 - (خ) عبد الله بن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «لو كنتُ متخذاً من أُمَّتي خليلاً لاتَّخذتُ أبا بكر، ولكن أخي وصاحبي» وفي رواية «ولكنْ أُخُوةُ الإسلام أفضلُ» .

وفي أخرى قال: «خرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- في مرضه الذي مات فيه عَاصباً رأسَه بخِرْقَة، فَقَعَدَ على المنبر، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: إنَّه ليس من الناس أحد أمَنَّ عليَّ في نفسه وماله من أبي بكر بن أبي قُحافة، ولو كنتُ مُتَّخِذاً من الناس خليلاً لاتَّخَذتُ أَبا بكر خليلاً، ولكن خَلَّة الإسلام أفضلُ، سُدُّوا عني كلَّ خوخة في هذا المسجد، غيرَ خوخة أبي بكر» .

وفي أخرى «أمَّا الذي قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لو كنتُ مُتَّخِذاً من هذه الأمة خليلاً لاتَّخذتُه، ولكن خَلَّة الإسلام أفضلُ - أو قال: خير - فإنه أنزله أباً - أو قال: قضاه أباً - يعني الجدَّ» أخرجه البخاري (?) .

S (من أمَنّ الناس عليَّ) أي: أسمح بماله وأبذل له، ولم يُرِدْ به معنى الامتنان، لأن المنّة تُفسِدُ الصّنيعة، ولا مِنَّة لأحدٍ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، -[590]- بل له المِنّة على الأمة قاطبة، والمنّ في كلام العرب: الإحسان إلى من تستثيبه، ومنه قوله تعالى: {ولا تمنُن تستكثر} [المدثر: 6] أي: لا تعط لتأخذ أكثر مما أعطيت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015