6405 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «ما لأحد عندنا يَد إلا وقد كافأْناه، ما خلا أبو بكر، فإن له عندنا يداً يُكافئُه الله بها يوم القيامة، وما نفعني مالُ أحد قطُّ ما نفعني مالُ أبي بكر، ولو كنتُ مُتَّخِذاً خليلاً من الناس لاتَّخَذْتُ أبا بكر خليلاً، ألا وإنَّ صاحبكم خليلُ الله» أخرجه الترمذي (?) .
وزاد رزين «وما عرضتُ الإسلام على أحد إلا كانت له كَبْوَة، إلا أبو بكر، فإنه لم يَتَلَعْثَم في قوله» (?) .
S (كبوة) كبا الفرس يكبو: إذا خرّ لوجهه، والمراد: أن أبا بكر رضي الله عنه لم يتوقف في تصديقه النبي - صلى الله عليه وسلم- كما يجري للعاثر، إنما بادر إلى التصديق. -[586]-
(التلعثم) : التردُّد في القول والفعل والتَّتعتع فيه، وهو قريب من الكبْوة في الاستعارة.
(لو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً) قد ذكرنا معنى الخَلَّة (*) وأنها من المودَّة، وقيل: هو من تخللها القلب، أي دخولها فيه، والمقصود من الحديث: أن الخَلَّة تلزم فضل مراعاة للخليل، وقيام بحقه، واشتغال القلب بأمره، فأخبر- صلى الله عليه وسلم- أنه ليس عنده فضلٌ مع خَلَّة الحق للخلق، لاشتغال قلبه بمحبة الله سبحانه، فلا يحتمل مَيْلاً إلى غيره.