4858 - (د ت) أبو تميمة الهجيمي طريف بن مجالد البصري: عن أبي جُرَي - جابر بن سُلَيم الهُجَيمي - قال: «أَتيت رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقلت: عليك السلام يا رسولَ الله، قال: لا تقل: عليك السلام، فإن عليك السلام: تحية الموتى، إِذا سلَّمت قل: سلام عليك، فيقول: الرادُّ: عليك السلام» .
وفي أُخرى عن أبي تميمة عن رجل من قومه قال: «طلبتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، -[605]- فلم أقْدِرْ عليه، فجلست، فإِذا نَفَر هو فيهم، ولا أعرفُه، وهو يُصْلِح بينهم، فلما فرغ قام معه بعضهم، فقالوا: يا رسولَ الله، فلما رأَيت ذلك، قلت: عليك السلام يا رسولَ الله، عليك السلام يا رسولَ الله، قال: إِن عليك السلام تحيةَ الميت، ثم أقبل عليَّ، فقال: إِذا لَقِيَ الرجلُ أخاه المسلم فليقل السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم ردَّ عليَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-، فقال: عليك ورحمة الله، عليك ورحمة الله» .
وفي نسخة مثله، إِلا أنه قال فيه: «عليك السلام ورحمة الله - ثلاثاً- وقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم-: عليك السلام: تحيةُ الموتى - ثلاثاً - وقال في آخره: عليك ورحمة الله - ثلاثاً-» . أخرجه الترمذي.
وأخرج أبو داود الرواية الأولى في أول حديث طويل، وقد ذكرناه بطوله في موضعه، فيكون هذا القدر متفقاً بينهما، ولم يقل فيه: «فيقول: الرادُّ: عليك السلام» (?) .
S (إن عليك السلام تحية الموتى) يوهم أن السُّنَّة في تحية الموتى أن يقال لهم: عليكم السلام، كما يفعله كثير من العامة، وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه -[606]- دخل المقبرة فقال: «السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين» فقدَّم السلام على ذكر المدعو له مثل تحية الأحياء، وإنما قال له ذلك، إشارة منه إلى ما جرت به العادة منه في تحية الأموات، إذ كانوا يُقَدِّمُون اسم الميت على الدعاء.
قال الشاعر:
عليك سلام الله قيس بن عاصم
وقال الآخر:
عليك سلام من أمير وباركت
فالسُّنَّة لا تختلف في تحية الأحياء والأموات، هذا في الخير، فأما في الشر: فقد جرت عادتهم بتقديم اسم المدعو عليه، فيقولون: عليه لعنة الله وعليه غضب الله، قال الله تعالى: {وإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتي إلى يَوْمِ الدِّين} [ص: 78] وفي السلام لغتان: سلام عليكم، والسلام عليكم، والألف واللام للتفخيم.