4132 - (ط د س) عبد [الله] بن محيريز - رحمه الله -: «أَن رجلاً من كِنانة يُدْعَى المُخْدِجيُّ (?) سمع رجلاً بالشام، يُكنى: أبا محمد (?) ، يقول: إِنَّ الوِترُ وَاجِب، فقال المُخْدِجي: فَرُحْتُ إِلى عبادة بن الصامت، فاعترضتُ له وهو رَائح إِلى المسجد، فأخبرتُه بالذي قال أبو محمد، فقال عبادةُ بنُ الصامت: كذب أبو محمد، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: خمس صلوات كتبهنَّ اللهُ على العباد، فمن جاء بهنَّ، ولم يُضَيِّع منهن شيئاً، استخفافاً بحقِّهن، كان له عند الله عهد أن يُدْخِلَه الجنةَ، ومن يأت بهنَّ، فليس له عند الله عهد، إِن شاء عذَّبَه، وإِن شاء أدْخَله الجنة» . أخرجه الموطأ، وأبو داود، والنسائي.
وفي أخرى لأبي داود قال: قال عبد الله الصُّنَابِحي: «قلت لابن -[45]- الصامت: زعم أبو محمد أن الوِتر واجب، قال ابن الصامت: كذب أبو محمد أشهدُ أني سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: خمس صلوات افترضهنَّ اللهُ، مَنْ أحْسَنَ وضوءَهُنَّ، وصلاهنَّ لوقتهنَّ، وأَتَمَّ ركوعَهُنَّ، وَسُجُودَهُنَّ وخُشُوعَهنَّ، كان على اللهِ عهد أن يغفر لَهُ، وَمَن لَمْ يَفْعَل فَلَيْسَ له على اللهِ عهد، إِن شاءَ غَفَرَ لَهُ، وَإِن شَاءَ عذبَهُ» (?) .
S (كذب أبو محمد) : لم يرد بقوله: كذب أبو محمد: تعمد الكذب الذي هو ضد الصدق، لأن الكذب إنما يجيء في الإخبار، وأبو محمد إنما أفتى فتيا، رأى فيها رأياً، وأخطأ فيه، وهو رجل من الأنصار، له صحبة، ولا يجوز أن يكذب في الإخبار عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، والعرب من عادتها أن تضع الكذب موضع الخطأ، فتقول: كذب سمعي، وكذب بصري، أي أخطأ.