جامع الاصول (صفحة 3296)

3074 - (خ م) عائشة - رضي الله عنها - قالت: «سئل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- عن الكهَّان؟ فقال: ليسُوا بشيء قالوا: يا رسولَ الله إنهم يُحدِّثُونا أَحياناً بالشيء فيكون حقاً. فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- تلك الكلمةُ من الحق يخطَفُها الجنِّي، فيقذِفُها في أُذن وَليِّه، فيخلطُون معها مائة كذبة» زاد في رواية: «فيُقرقِرها في أذن وليِّه كقرقرَةِ الدَّجاجة» .

وفي رواية: «فيَقُرُّها في أُذن وليِّه قَرَّ الدَّجاجة»

وفي رواية، قالت: «سألتُ أنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ... » وذكرت مثله أخرجه البخاري ومسلم.

وللبخاري في رواية، قال: «الملائكة تُحدِّثُ في العَنانِ - والعَنَانُ: الغَمامُ - بالأمر يكون في السماء، فتسمعُ الشياطينُ الكلمةَ، فَتَقرُّها في أُذنِ الكاهن كما تَقُرُّ القَارُورَةُ، فيزيدوُن معها مائة كذبة» وفي أخرى له نحوه، وزاد في آخره «من عند أنفُسهم» (?) . -[64]-

S (الكهان) : جمع كاهن، وهو الذي يخبر عن بعض المضمرات فيصيب بعضاً ويخطئ أبعاضاً، يزعم أن الجن تخبره بذلك كما كان يفعله في الجاهلية شِقٌّ وسَطِيح، وغيرهما من الكهان، وهو مما أبطله الإسلام، وحرمه، ونهى عن الذهاب إليه، واستماع كلامه وتصديقه بما يخبر به.

(يَخْطَفُها) : أي: يسلبها بسرعة.

(فيقذفها) : يقذفها: أي يُلقيها إليه.

(كقرقرة الدجاجة) : القرقرة: ترديدك الكلام في أذن الأصم حتى يفهم كما يستخرج ما في القارورة شيئاً بعد شيء إذا أُفْرغت، ومن رواه كقَرِّ الدجاجة: أراد صوتها إذا قطعته، يقال: قرَّت الدجاجة تَقُرُّ قرّاً وقِريراً: إذا قطعت صوتها، فإن رددته قيل: قرقرت قرقرة، ومنه صَرَّ الباب: إذا صوَّت، وصرصر البازي، لما في صوته من الترديد، والمعنى: أن الجني يقذف تلك الكلمة إلى وليه الكاهن فيتسامع به الشياطين، كما تُؤذن الدجاجة بصوتها صاحباتها فتتجاوب، ومن شأنها أن الواحدة منهن إذا صاحت صاح سائرهن، قال الخطابي: ويجوز أن تكون الرواية «كقَرِّ الزجاجة» بالزاي، وتُعضُدُها الرواية الأخرى: «كما تقر القارورة» والقارورة: الزجاجة. يقول: فيَقُره في أذن الكاهن، كما يقر الشيء في القارورة وفي الزجاجة والله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015