الفصل الثاني: فيما جاء من صفات الخيل والوصية بها، وهي أربعة أنواع
3044 - (د س) أبو وهب الجشمي - رضي الله عنه - قال محمد بن مهاجر عن عقيل بن شبيب عن أبي وهب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «عليكم من الخيل بكلِّ كمَيت أغَرَّ مُحَجَّل، أو أشْقَر أَغرَّ محجَّل، أو أدْهم أغرَّ محجل» .
وفي رواية: «عليكم بكل أَشقر أَغرَّ مُحجَّل، أو كميت أغرَّ..» فذكر نحوه. قال محمد بن مهاجر «فسألته: لم فَضَّل الأشقر؟ قال لأن النبي - صلى الله عليه وسلم- بعث سَرِيَّة فكان أولَ من جاء بالفتح صاحبُ أَشقر» . هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «تَسَمّوا بأسماء الأنبياء، وأحبُّ الأسماء إلى الله: عبد الله وعبد الرحمن، وارتَبِطُوا الخيل وامسَحُوا بَنواصيها وأكفالِها، ولا تُقَلِّدوها الأوتار، وعليكم بكل كُميت أغرَّ محجَّل [أو أشقر أغرَّ محجل] ، أو أدهم أغرَّ محجل» .
وقد أخرج أبو داود ذِكْرَ التَّسمِّي مفرداً، وهو مذكور في كتاب الأسماء من حرف الهمزة، وأخرج أيضاً هو والنسائي باقي الرواية مفردة عن -[46]- ذِكْر التسمِّي «وذكرِ الصفة» ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «ارتَبِطُوا الخيل، وامسحوا بنواصيها وأعجازِها - أو قال: أكفالِها - وقلِّدوها، ولا تُقلِّدوها الأوتار» (?) .
S (الأوتار) : كانوا يقلدون خيلهم أوتار القسي لئلا تصيبها العين، فأمروا بقطعها، لعلمهم أن الأوتار لا ترد من قضاء الله شيئاً. وقيل: نهوا أن يقلدوها الأوتار، أي: لا يطلبون عليها الذحول التي وتروا بها في الجاهلية، تقول: وتره يتره وتراً: إذا قتل له قتيلاً ولم يدرك بثأره، فتكون الأوتار على الأول: جمع وَتَر - بفتح التاء والواو - وعلى الثاني: جمع وِتْر: بكسر الواو وسكون التاء.