جامع الاصول (صفحة 276)

71 - (خ م) وعنه - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن مَثَلي ومَثَلُ ما بعثني الله به، كمثل رجلٍ أتى قَوْمَهُ فقال: إنِّي رأيتُ الجيش بِعَيْنيَّ، و [إِنيِّ] (?) أنا النَّذيرُ العُريان، فالنَّجاءَ، النَّجاءَ، فأطاعَهُ طائِفَةٌ من -[286]- قَوْمِهِ، فأدْلَجوا، فانطلقوا على مَهْلِهِمْ فنَجَوْا، وكذَّبت طائفَةٌ منهم، فأصبحوا مكانَهم، فصبَّحهم الجيش فأهلكَهم، واجْتَاحَهُم، فذلك مثل من أطاعني، واتَّبَعَ ما جئْتُ به، ومَثَلُ من عصاني، وكذَّبَ ما جئتُ به من الحقِّ» . أخرجه البخاري ومسلم (?) .

Sالكلأ: العشب، وسواء يابسُه ورَطْبُه.

أجادب: قال أبو عبد الله الحُمَيدي - صاحب كتاب «الجمع بين الصحيحين» في شرح غريب كتابه - الذي رأيناه من الروايات في هذا الحديث: أجادب، بدالٍ قبل باء، قال: وحكاه الهروي في الجمع بين الغريبين: أجارد، براء قبل دال، يقال: مواضع منجردة من النبات، ويقال: مكان أجرد، وأرض جرداء: إذا لم تُنبت، والحديث يدل على أن المراد به الأرض الصلبة، التي تُمسك الماء.

قلت: وقال الجوهري في كتاب «الصحاح» ، ويقال: فضاء أجرد، لا نبات به، والجمع أجارد، إلا أن لفظة الحديث في الروايات «أجادب» ولعل لها معنى لم يعرف، والله بلطفه يهدي إليه.

قلت: وذكر الهروي - رحمه الله - أيضًا في كتابه، في موضع آخر -[287]-: «وكانت فيها إخاذات أمسكت الماء» وقال: الإخاذات: الغُدران التي تأخذ ماء السماء، فتحبسه على الشاربين، واحدتها: إخاذة، وهذا مناسبٌ للفظ الحديث، فإنه قال: «وكان منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله به الناس، وشربوا منه» والله أعلم.

قال الخطابي: وأما أجادب فهو غلط وتصحيف، قال: وقد روي أحادب بالحاء المهملة والباء.

النَّجاءَ: أي: اطلبوا الخلاص، وأنجوا أنفسكم وخلصوها.

فاجتاحهم: استأصلهم، وهو من الجائحة التي تهلك الأشياء.

القيعان: جمع قاع، وهو المستوي من الأرض.

النذير العريان: الذي لا ثوب عليه، وخص العريان؛ لأنه أبين في العين، وأصل هذا: أن الرجل منهم كان إذا أنذر قومه، وجاء من بلد بعيد انسلخ من ثيابه، ليكون أَبْيَنَ للعين.

أدلجوا: إذا خُفِّف - من أدلج يُدلج - كان بمعنى: سار الليل كله، وإذا ثقل -من ادَّلج يدَّلج- كان إذا سار آخر الليل.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015