29799- عن أبى بكر بن حفص بن عمر قال: جاءت عائشة إلى أبى بكر وهو يعالج ما يعالج الميت ونفسه فى صدره فتمثلت بهذا البيت
لعمرك ما يغنى الثراء عن الفتى إذ حشرجت يوما وضاق بها الصدر
فنظر إليها كالغضبان ثم قال: ليس كذلك يا أم المؤمنين ولكن {وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد} إنى قد كنت نحلتك حائطا وإن فى نفسى منه شيئا فرديه إلى الميراث، قالت: نعم، فرددته، أما إنا منذ ولينا أمر المسلمين لم نأكل لهم دينارا ولا درهما ولكنا قد أكلنا من جريش طعامهم فى بطوننا، ولبسنا من خشن ثيابهم على ظهورنا، وليس عندنا من فىء المسلمين قليل ولا كثير إلا هذا العبد الحبشى وهذا البعير الناضح وجرد هذه القطيفة، فإذا مت فابعثى بهن إلى عمر وإبرئى منهن، ففعلت، فلما جاء الرسول عمر بكى حتى جعلت دموعه تسيل فى الأرض وجعل يقول: رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده رحم الله أبا بكر لقد أتعب من بعده يا غلام ارفعهن، فقال عبد الرحمن بن عوف