الله عليه وسلم قد حرم عليه أمته، وقد أراحنا الله منها: فأنزل الله: {يا أيها النبى لم تحرم ما أحل الله لك} ثم قال: {وإن تظاهرا عليه} فهى عائشة وحفصة كانتا لا تكتم إحداهما الأخرى شيئا، فجئت فدخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فى مشربته فيها حصير، وإذا سقاء من جلود معلقة، وقد أفضى جنبه إلى الحصير، فأثر الحصير فى جنبه، وتحت رأسه وسادة من أدم حشوها ليف، فلما رأيته بكيت، فقال: ما يبكيك قلت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فارس والروم يضطجع أحدهم على الديباج، فقال: هؤلاء قوم عجلوا طيباتهم فى الدنيا، والآخرة لنا، فقلت يا رسول الله: فما شأنك فعن خبر أتاك اعتزلتهن فقال: لا، ولكن بينى وبين أزواجى شىء، فأقسمت أن لا أدخل عليهن شهرا، ثم خرجت على الناس فقلت: يا أيها الناس ارجعوا فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان بينه وبين أزواجه شىء فأحب أن يعتزل، فدخلت على حفصة فقلت: يا بنية أتكلمين رسول الله