أحيا ليلته كعادته مع الرفاق، وكان معهم على وئام ووفاق، كل ما يسخط الله قد باتوا عليه، وكل ما يرضى عدوهم الشيطان ركبوه ومالوا إليه، والشيطان محكم فيهم الوثاق، فلا صلاة ولا صوم ولا دين يكون فيه من النار انعتاق؛ رجع إلى المسكن آخر الليل ليتلذذ بالنوم كما تلذذ بالسهر، وما كان يعلم ما يجري به القضاء والقدر.
ألقى نفسه على الفراش كالجيفة، طالت النومه وأيقظه بعض أهله ولما لم يجب ولم يتحرك أصابتهم من سكونه خيفة، ولما حركوه إذا هو راحل، لاقى ربه بعدما قطع إليه المراحل، بأعمال سوء وباطل، فانظر سوء الختام، ولا تكن ممن تاه في أودية الأماني والأحلام ..
دُعِي الشقي فما استطاع تمنعاً ... طويت صحائفه على الإجرام
وإلى القبور مُشَيّع في أهله ... ومروّع بملائك العلام