وأخبر سبحانه أن العبد مسؤول عن سمعه وبصره وفؤاده، فكم ممن رتع في المحرمات ناسياً يوم معاده، مات فاستقبلته الأهوال والشدائد كان للحق يعاند، وللباطل يعين ويساند.
إن في الموت مجال فكر واعتبار لا ينتفع به إلا أولوا الأبصار، لكن حجاب الذنوب كثيف، كذلك فإن الحق ثقيل والباطل على النفوس خفيف، وإنما الشأن بالعاقبة حتى في هذه الدار.
فقرين الحق انشراح الصدر واستنارة القلب، وقرين الباطل ضد هذا لا سيما مع التمادي والإصرار، ولو نعلم أثر السيئات على قلوبنا كما نعلم أثر الأوساخ على ثيابنا لما قر لنا قرار. فإلى الله المشتكى.
عيناك تسئل عنهما يا ناظراً ... ما لا يحل وسامع البطلان
والقلب خطْرته بعلم إلهنا ... فاحذر وساوس ماكر شيطان
إن التقي يخاف يوماً شره ... هو مستطير موعد الثقلان
إن النجاة عزيزة إن لم تكن ... متحلياً في حلية الإيمان
كم من يُغر بأنه متمسك ... بالدين وهو مُغَرّر بأماني!!