وإذا تبين هذا فالذنوب مضادة لهذه الأمور الثلاثة، فإنها تستجلب المواد المؤذية، وتستوجب التخليط المضاد للجميع. وتمنع الاستفراغ بالتوبة النصوح.
فانظر إلى جسم عليل قد تراكمت عليه الأخلاط ومواد المرض وهو لا يستفرغها ولا يحتمي لها كيف تكون صحته وبقاؤه؟، ولقد أحسن القائل:
جسمك بالحمية أحصنته ... مخافة من ألم طاري
وكان أولى بك أن تحتمي ... من المعاصي خشية الباري
فمن حفظ القوة بامتثال الأوامر، واستعمل الحمية باجتناب النواهي، واستفرغ التخليط بالتوبة النصوح لم يدع للخير مطلباً ولا من الشر مهربا.