لم يكذبهم الله نعم من صحب الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَاتبعهُ حق الإتباع أُمَم من أهل ذَلِك الْعَصْر متقون رَضِي الله عَنهُ وَرَضوا عَنهُ وَأعد لَهُم جنَّات تجْرِي من تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا أبدا إِلَّا أَنه لَا يَقْتَضِي الحكم على أهل كل عصر بِالْعَدَالَةِ
إِن قلت قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (خير الْقُرُون قَرْني) الحَدِيث
تَزْكِيَة مِنْهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأهل عصره وَمن بعدهمْ مِمَّن ذكرهم
قلت تقدّمت الْإِشَارَة إِلَى أَنه إِخْبَار عَن خيريتهم بِالنّظرِ إِلَى الصدْق وَالْعَدَالَة أخص مِنْهُ وَكَذَلِكَ الصدْق شعار الْأَغْلَب مِنْهُم وَلذَا قَالَ ثمَّ يفشو الْكَذِب فَإِنَّهُ يشْعر أَن ثمَّ كذبا فِي تِلْكَ الْأَعْصَار المخبرة إِلَّا أَنه لَا فشو غَلَبَة
فَإِن قلت الممادح جملَة الْوَارِدَة كتابا وَسنة أَدِلَّة على عَدَالَة أهل ذَلِك الْعَصْر
قلت قد وَردت الممادح فِي جملَة الْأمة وَلَا تَقْتَضِي تَزْكِيَة