بيع أبواب داري وسقوفها ولم يبقَ لي حيلة وبقيت مدة لا قوت لي إلى والدتي لما تغزله وتطعمني وتأكل منه فتمنيت الموت فرأيت ليلة في منامي كأن قائلاً يقول لي غناك بمصر فأخرج إليها فبكرت إلى دار أبي عمر القاضي وتوسلت بالجوار وبالخدمة وكان أبي قد خدمه اياماً وسألته أن يزودني كتاباً إلى مصر لاتصرف فيها ففعل وخرجت فلما حصلت بمصر أوصلت الكتاب وسألت التصرف فسد الله عليَّ باب الرزق حتى لم أظفر بتصرف ولا لاح لي شغل ونفدت نفقتي فبقيت متفكراً في أن أسأل الناس فلم أستبح المسئلة ولم يحملني الجوع عليها وأنا ممتنع إلى أن مضى من الليل صدر صالح فلقيني الطائف فقبض علي ووجدني غريباً فأنكر حالي فسألن فقلت رجل ضيف فلم يصدقني وبطحني وضربني مقارع فصحت وقلت أنا أصدق فقال هات فقصصت عليه قصتي من أولها إلى آخرها وحديث المنام فقال ما رأيت أحمق منك والله لقد رأيت منذ كذا وكذا سنة في النوم كأن رجلاً يقول لي ببغداد في الشارع الفلاني في المحلة الفلانية قال فذكر شارعي ومحلتي وأصغيت فتم الشرطي الحديث فقال دار يقال لها دار فلان فذكر داري وأسمي وفيها بستان وفيه سدرة تحتها مدفون ثلاثون ألف دينار فامض وخذها فما فكرت في هذا الحديث ولا التفت إليه وأنت يا أحمق فارقت وطنك وجئت إلى مصر بسبب منام قال فقوي قلبي وأطلقني الطائف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015