وترخي علينا للغصون ذوائباً ... يسرِّحها كفّ النسيم بلا مشط
ومذ مدَّ ذاك النهر ساقاً مدملجاً ... وراح بنقش النبت يمشي على بسط
لوينا خلاخيل النواعير فالتوت ... وأبدت لنا دوراً على ساقط البسط
سقى سفحها إن قلّ دمعي سحابةٌ ... مطنّبةٌ بالدمع منهلّة النقط
ويا أسطرَ النبت التي قد تسلسلت ... بصفحتها لا زلت واضحة الخط
ولا زال ذاك الخط بالطلِّ معجماً ... ومن شكل أنواع الأزاهر في ضبط
لويت عناني في حماها عن اللوى ... وهمت بها لا بالمحصّب والسقط
ولذّ عناق الفقر لي بفنائها ... وفي غيرها لم أرض بالملك والرهط
منازل أحبابي ومنبت شعبتي ... وأوطان أوطاري بها ورضا سخطي
نعمت بها دهراً ولكن سُلبته ... برغمي وهذا الدهر يسلب ما يعطي
وقد جاء شرط البيت أني أغيب عن ... حماها لقد أوفى فؤاديَ بالشرط
وحطّ عليَّ الدهر عمداً وشالني ... إلى غيرها صبراً على الشيل والحطّ
وسبحة جمع الشمل كان لنا بها ... منظّمةٌ لكنْ قضى الدهر بالفرط
أُمثِّلُ شوقاً شكلها في ضمائري