منشئه وكان يقول الخبر ليومه والطبيخ لساعته والنبيذ لسنته.
ومن بديع نثره ما كتبه عن أمير المؤمنين إلى بعض الخارجين يتهددهم ويتوعدهم أما بعد فإن لأمير المؤمنين أناة فإن لم تغن عقب بعدها وعيدا فإن لم يغن أغنت عزائمه والسلام. وهذا الكلام وجازته في غاية الإبداع وينشأ منه بيت شعر وهو:
أناةٌ فإن لم تغنِ عقّب بعدها ... وعيداً فإن لم يغن أغنت عزائمه
وكان يقول ما اتكلت في مكاتيبي إلا على ما يتخيله خاطري ولا يجلس في صدري إلا قولي وصار ما يحرزهم يبرزهم وما كان يعقلهم يعتقلهم وقولي من أخرى فانزلوه من معقل إلى عقال وبدلوه آجالا من آمال فإني ألممته بقولي آجالا من آمال بقول مسلم بن الوليد الإنصاري المعروف بصريع الغواني:
موفٍ على مهجٍ في يوم ذي وهجٍ ... كأنّه أجلٌ يسعى إلى أمل
وفي المعقل والعقال بقول أبي تمام
فإن باشر الأضحى فبالبيض والقنا ... قِراه وأحواض المنايا مناهله
وإن تبن حيطاناً عليه فإنما ... أولئك عقّالاته لا معاقله
وإلاّ فأَعلمه ساخطٌ ... عليه فإنّ الخوف لا شك قاتله
ومن رقيق شعره حين أحضر لمناظرته أحمد بن المدبر فقال ارتجالا:
صدّ عنّي وصدَّق الأقوال ... وأطاع الوشاة والعذّالا