مع الذين ماتوا غراما.

وقال في كتابه الموسوم بمصارع العشاق أخبرنا القاضي أبو القاسم التنوخي سنة ثلاثة وأربعين وأربعمائة قال حدثنا القاضي أبو الفرج المعافى قال أنشدنا أبو القاسم مدرك بن محمد الشيباني لنفسه في عمرو النصراني قال القاضي أبو الفرج وقد رأيت عمراً وقد أبيض رأسه:

من عاشقٍ ناءٍ هواه دان ... ناطق دمعٍ صامت اللسان

موثق قلبٍ مطلق الجثمان ... معذّبٍ بالصدّ والهجران

من غير ذنبٍ كسبت يداه ... لكن هوىً نمت به عيناه

شوقاً إلى رؤية من أشقاه ... كأنما عافاه من أبلاه

يا ويحه من عاشقٍ ما يلقى ... من أدمع منهلّةٍ ما ترقى

ذاب إلى إن كاد يفنى عشقا ... وعن دقيق الفكر سقماً دقَّا

لم يبق منه غير طرفٍ يبكي ... بأدمعٍ مثل نظام السلك

تخمد نيران الهوى وتذكي ... منهلّة قطر السماء تحكي

إلى غزالٍ من بني النصارى ... فُضِّل بالحسن على العذارى

وغادر الأسد به حيارى ... في ربقة الحب له أسارى

ريمٌ به أي هزبرٍ لم يصد ... يقتل باللحظ ولا يخشى القود

متى تقل ها قالت الألحاظ قد ... كأنه ناسوته حين اتحد

يا ليتني كنت له زنارا ... يديرني في الخصر كيف دارا

حتى إذا الليل طوى النهارا ... صرت له حينئذٍ إزارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015