إلى أن قال لعلي بن صالح الحاجب أمهله ثلاثة ايام فإن أحضر المال وإلا فأضربه بالسياط حتى يؤدي المال أو يتلف فإنصرف علي بن عيسى من دار المأمون آيسا من نفسه وهو لا يدري وجها يتجه إليه فقال له كاتبه لو عرجت على غسان بن عباد وعرفته خبرك لرجوت أن يعينك على أمرك فقال له على ما بيني وبينه من العداوة فقال نعم فإن الرجل أريحي كريم فدخل على غسان فقال إليه وتلقاه بالجيمل وأوفاه حقه بالخدمة ثم قال له الحال الذي بيني وبينك على حاله ولكن دخولك إلى داري له حرمة توجب بلوغ ما رجوته مني فأذكر أن كان لك حاجة فقص عليه القصة فقال أرجو أن يكفيكه الله تعلى ولم يزده على ذلك شيئاً فنهض علي بن عيسى وخرج آيسا نادما على قصد غسان وقال لكاتبه ما أفدتني بالدخول على غسان غير تعجيل الشماتة والهوان فلم يصل علي بن عيسى إلى داره حتى حضر إليه كاتب غسان ومعه البغال عليها المال فتقدم وسلمه وبكر إلى دار أمير المؤمنين فوجد غسان قد سبقه إليها ودخل على المأمون وقال يا أمير المؤمنين أن لعلي بن عيسى بحضرتك حرمة وخدمة وسالف أصل وقد لحقه من الخسران في ضمانه ما تعارفه الناس وقد توعدته بضرب السياط بما أطار عقله وأذهب لبَّه فإن رأى