بمصر موفق الدين أبا الحجاج يوسف المعروف بابن الخلال فلما مثلت بين يديه وعرفته من أنا وما طلبي رحب بي ثم قال ما الذي أعددت لفن الانشاء وكتابته فقلت ليس عندي سوى أني احفظ القرآن الكريم وكتاب الحماسة فقال في هذا بلاغ ثم امرني بملازمته فلما ترددت إليه وتدربت عليه وطال تدريبي بين يديه أمرني أن أحل عليه ديوان الحماسة فحللته من أوله إلى آخره ثم أمرني أن أحله مرة أخرى فحللته انتهى ما ذكره ابن الأثير قلت وقال عماد الدين الكاتب في كتاب الخريدة في حق موفق الدين بن الخلال: كان فن الترسل والإنشاء آل إليه وكان في ذلك ناظر مصره وإنسان ناظره وقبلة جامع مفاخره قلت الذي ثبت عند المؤرخين وعلماء هذا الفن أن القاضي الفاضل رحمه الله تعالى أخذ علم الإنشاء وحكمه عن موفق الدين بن الخلال منشىء الخليفة الحافظ العلوي ورتبته في الإنشاء معلومة ولكن جنحت إلى الوقوف على شيء من نظمه لأنظر في الرتبتين كما قررت ذلك في نظم القاضي الفاضل ونثره فوجدت قاضي القضاة شمس الدين بن خلكان رحمه الله قد أورد له في تاريخه نظما ونثرا دلني على أن نظمه نثره رضيعا لبان وفرسا رهان. فمن ذلك قوله في الشمعة ولله دره حيث أجاد:

وصحيحةٍ بيضاء تطلع في الدجا ... صبحاً وتشقي الناظرين بدائها

شابت ذوائبها أوان شبابها ... وأسودٌ مفرقها أوان فنائها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015