التجوُّزِ من الجملةِ قبله (?)، على حدِّ ما يُقال في: [من الخفيف]
رَحِمَ اللهُ أَعْظُماً دَفَنُوها ... بِسِجِسْتانَ طَلْحَةِ الطَّلَحاتِ (?)
إن قلتَ: إنما يقولون ذلك إذا تعلَّقَ الغرضُ بآخر الآية.
قلتُ: هنا كذلك، فإنَّ تمامها {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ} أيّا كان، من أساطير الأولين، أو كهانة، أو تقوُّلٍ .. {لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} تناقضاً في معانيه، وتبايُناً في نظمه، فإنَّ ما فيه من المعاني البديعة، والسياقاتِ الرفيعة لو سلكها غيرُ القادرِ على كلِّ شيءٍ مَعَ الطولِ وكثرة التكرار .. لوقع في الاضطراب، وخرج عن حدِّ البلاغة رغماً عنه، وقد جاء هو مع ذلك في الطرف الأَعلى منها كما يشهد به التأمُّلُ، فكان ذلك أتمَّ دليلٍ لهم، وأقوى باعثٍ على الإيمان، لكنهم لم يعملوا بمقتضاه، فكفروا واستغنى الله.