رأوا مرة إنساناً يتردد على بيت ليس فيه إلا امرأة فشكوا أنه متزوج بها وهم يعلمون أن له زوجة غير هذه. فأمسكوه بتهمة الزواج بثانية ليطبقوا عليه قانون السجن فأثبت لهم أنه لم يتزوج بها وإنما هي عشيقته فأفلتوه.
فانظر تلاعب الشيطان بمن ضل عن الصراط المستقيم الذي دعا إليه محمد صلى الله عليه وسلم.
والمراد هنا تقريب فهم عذاب القبر ونعيمه حيث قد يشكل على بعض الناس ولو لم يكذّب الرسول صلى الله عليه وسلم.
ذكر ابن القيم رحمه الله أن أحكام البرزخ على الأرواح وأن الأبدان تبع لها حيث تجري الأحكام على الأرواح فتسري إلى الأبدان نعيماً أو عذاباً.
ثم ضرب لذلك مثلاً فقال: وقد أرانا الله سبحانه بلطفه ورحمته وهدايته من ذلك أنموذجاً في الدنيا من حال النائم فإن ما يتنعم به أو يعذب في نومه يجري على روحه أصلاً والبدن تبع له وقد يقوى حتى يؤثر في البدن تأثيراً مشاهداً فيرى النائم في نومه أنه ضُرب فيصبح وأثر الضرب في جسمه.
ويرى أنه قد أكل أو شرب فيستيقظ وهو يجد أثر الطعام والشراب في فيه ويذهب عنه الجوع والظمأ.
وأعجب من ذلك أنك ترى النائم يقوم من نومه ويضرب ويبطش ويدافع كأنه يقظان وهو نائم لا شعور له بشيء من ذلك.