قال ابن تيمية رحمه الله: ومن ظن أن مالا يعلمه هو لا يعلمه غيره كان من جهله فلا ينفي عن الناس إلا ما علم انتفاؤه عنهم وفوق كل ذي علم عليم أعلم منه حتى ينتهي الأمر إلى الله تعالى (?).
يقع كثيراً أن ينفي الإنسان ما لا يعلم هو وإن كان مستيقناً عند غيره مثل من ينفي وجود الجن فيقال له: عدم علمك بذلك لا يوجب نفي وجودهم ولك نصيب من معنى قوله تعالى: (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ) (?).
ولذلك يقول ابن تيمية في بيان وكشف حال منكري الجن: وليس لمن أنكر ذلك حجة يعتمد عليها تدل على النفي. وإنما معه عدم العلم (?).
إذاً عدم العلم بالشيء ليس بعلم حتى تُنفى من أجله الحقائق الثابتة ولا هو حجة.