القياس الفاسد

أكثر ضلال الناس اليوم بسبب الأقيسة الفاسدة وهي أعظم ما يحتجون به على ما يهوون من الباطل.

وذلك أنهم يُسوّون بين الشيئين لاشتراكهما في بعض الأمور مع أن بينهما من الفرق ما يوجب أعظم المخالفة.

هذا كثير في وقتنا فمن ذلك قياس الغناء اليوم بغناء الجواري عند عائشة رضي الله عنها. وبلعب الحبشة بالحراب في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقياس العلم وطلبه اليوم في العلم وطلبه في الماضي وغير ذلك ولهذا يقال: أول من قاس إبليس. وما عبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس. يعني المقاييس التي يشتبه فيها الشيء بما يخالفه وإنما يشتبه معه في بعض الأمور كالتسمية مثل اسم العلم يراد به في الماضي علم الدين واليوم زاحمته علوم.

ويراد به في الماضي وجه الله واليوم زاحم ذلك إرادات. كذلك الإشتراك في اسم الغناء مع وجود الفرق الموجب أعظم المخالفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015