وَحكى الجاحظ عَنهُ قَالَ كَانَ إِيَاس وَهُوَ صَغِير ضَعِيفا ضئيلا وَكَانَ لَهُ أَخ أَشد حَرَكَة مِنْهُ وَأقوى فَكَانَ مُعَاوِيَة أَبوهُ يقدمهُ على إِيَاس فَقَالَ لَهُ إِيَاس يَوْمًا يَا أَبَت إِنَّك تقدم أخى على وسأضرب لَك مثله ومثلى فَهُوَ مثل الْفروج حِين تنفلق عَنهُ الْبَيْضَة يخرج كاسيا كَافِيا نَفسه فيلقط ويستخفه النَّاس فَكلما كبر انْتقصَ حَتَّى إِذا تمّ فَصَارَ دجَاجَة لم يصلح إِلَّا للذبح وَأَنا مثل فرخ الْحمام تنفلق عَنهُ الْبَيْضَة عَن شىء سَاقِط لَا يقدر على حَرَكَة وَأَبَوَاهُ يغذيانه حَتَّى يقوى وَيثبت ريشه ثمَّ يحسن بعد ذَلِك ويطير ويتخذه النَّاس ويرسلونه من الْمَوَاضِع الْبَعِيدَة فيجىء فيصان لذَلِك وَيكرم ويشترى بالأثمان الغالية فَقَالَ لَهُ أَبوهُ لقد أَحْسَنت الْمثل فقدمه على أَخِيه فَوجدَ عِنْده أَكثر مِمَّا ظن مِنْهُ بِهِ وَخرج إِيَاس باقعة مُنْقَطع النظير
وَزعم الأصمعى أَن إياسا نظر إِلَى رجل من ثَقِيف أَبيض بض فَقَالَ لَهُ أهندية أمك قَالَ لَا وَالله مَا ضربت فى هندية وَلَا هندى قطّ بعرق قَالَ بلَى وَالله وَإِن جهلت وإنى لأرى فِيك آثَار ذَلِك قَالَ لَا وَالله إِلَّا اللَّبن والحضانة فَإِن خادمه هندية كَانَت لأمى أرضعتنى مُدَّة مديدة قَالَ فَمن ذَلِك
وَقَالَ المدائنى حج إِيَاس فَسمع نباح كلب فَقَالَ هَذَا كلب مشدود ثمَّ سمع نباحه فَقَالَ قد أرسل فَلَمَّا انْتَهوا من المَاء سَأَلُوا أَهله فَكَانَ كَمَا قَالَ فَقيل لَهُ كَيفَ علمت أَنه موثق وَأَنه قد أطلق فَقَالَ كَانَ نباحه