(إنى غرضت إِلَى تناصف وَجههَا ... غَرَض الْمُحب إِلَى الحبيب الْغَائِب)
وَإِذا كَانَت الْخِصَال كَذَلِك لم يغلب على صَاحبهَا اسْم دون اسْم وَرجع الْأَمر إِلَى أَن يُسمى سيدا وَمَا أشبه ذَلِك من الْأَسْمَاء الْخَاصَّة
13 - (زهد الْحسن) قَالَ الجاحظ كَانَ الْحسن رضى الله تَعَالَى عَنهُ يسْتَثْنى من كل غَايَة وَقَالُوا أزهد النَّاس إِلَّا الْحسن وأفقه النَّاس إِلَّا الْحسن وأفصح النَّاس إِلَّا الْحسن وأخطب النَّاس إِلَّا الْحسن وعَلى هَذَا كَانَ جَمِيع كَلَامهم
13 - (ورع ابْن سِيرِين) قَالَ الجاحظ كَانَ يُقَال زهد الْحسن وورع ابْن سِيرِين وعقل مطرف وَحفظ قَتَادَة وَكلهمْ من الْبَصْرَة قَالَ الشَّاعِر
(فَأَنت بِاللَّيْلِ ذِئْب لَا حَرِيم لَهُ ... وبالنهار على سمت ابْن سِيرِين)
لما لم يستقم لَهُ أَن يَقُول على ورع ابْن سِيرِين أَقَامَ السمت مقَامه وَأحسن وَهَذَا من لطائف الشّعْر
133 - (سجع الْمُخْتَار) كَانَ الْمُخْتَار بن أَبى عبيد الثقفى لَا يُوقف لَهُ على مَذْهَب كَانَ خارجيا ثمَّ صَار زبيريا ثمَّ صَار رَافِضِيًّا يَدْعُو إِلَى مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَيطْلب بِدَم الْحُسَيْن رضى الله عَنهُ وتغلب على الْكُوفَة وَفعل الأفاعيل فَقيل لَهُ يَا أَبَا إِسْحَاق كَيفَ خرجت تَدْعُو إِلَى هَؤُلَاءِ الْقَوْم وَلم تعرف بالتشيع لَهُم فَقَالَ إنى رَأَيْت مَرْوَان وثب على الشَّام وَابْن الزبير على مَكَّة ونجدة على الْيَمَامَة وَابْن خازم على خُرَاسَان وَوَاللَّه مَا أَنا دونهم